05 - العلم الحضوري تقريراً ونقضاً، مع بيان لوجهة النظر العلمية

موقع | almanteqy.com

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الأقسام

05 - العلم الحضوري تقريراً ونقضاً، مع بيان لوجهة النظر العلمية

المنطقي 05/01/2019 6320

كلامنا حول مسألة العلم الحضوري وربما تكون هي آخر جلسة قبل الدخول في متن الكتاب، نحن فرغنا لهذا البحث جلسة برأسها لأهميتها وعموم الابتلاء بها، سوف نقرر الوضع الموجود ثم بعد ذلك نتعرض بالنقض والتقرير لوجهة نظرنا العلمية في هذه المسألة.

 

 أولا: تعريف العلم بحسب الاستعمال المشهور تارة يطلق بمعنى المعرفة وتارة بمعنى مجموع المسائل التي تدور حول موضوع واحد، العلم بمعنى المعرفة المسمى (knowledge) بالإنجليزية وهي محل بحثنا أما الآخر الذي يسمى (science) الذي هو العلم كـ علم الطب، علم الفيزياء، يعنى مجموع المسائل المنسجمة التي تدور حول موضوع واحد، هذا ليس محل بحثنا، نحن نبحث عن العلم الذي بمعنى المعرفة.

 

العلم نتيجة كون معناه بديهي لذلك إذا بحثت في المعاجم اللغوية لا تجد له أي تفسير إنما يبين فقط تراكيبه الصرفية وإلا لا تجد معنى العلم لظهوره ولبداهة معناه، ولكن بعض الفلاسفة أراد أن يفسر هذا العلم تفسير وبيان اصطلاحي معين، وبحسب وجداني أول من تعرض لتعريف العلم بمعنى اصطلاحي هو ابن سينا في الإشارات لمّا عرفه بأنه تمثل الحقيقة تمثل حقيقة الشيء عند المدرك (درك الشي‏ء هو أن يكون حقيقته متمثلة عند المدرك)، أيّ الحقيقة من حيث هي متمثلة، التمثل يعني الظهور، لكن بعد ذلك على حسب ظني الملا صدرا فما بعد ابتكروا تعريف آخر صار هو المشهور بين المتأخرين وهو حضور شيء لشيء، ثم قالوا بعد ذلك إن هذا الشيء الحاضر إما ماهية الشيء أو وجوده الخارجي، يعنى حضور صورة الشيء مفهوم الشيء أو لا بل نفس الشيء بوجوده الخارجي بآثاره الخارجية وسمي الأول بالعلم الحصولي والثاني بالعلم الحضوري.

 

هذه التقسيمات لم تكن موجودة على أيام ابن سينا والفارابي، لم أجدها في كتبهم بل جاءت بعدهم، وبالتالي العلم الحصولي صار متعلق بالصور الحسية بالصور الخيالية وبالمفاهيم العقلية سواء كانت مفاهيم أولية أو ثانوية هذه كلها علم حصولي أو ما يسموه بالإرتسامي.

 

وأما العلم الحضوري فقد قُسم إلى العلم الحضوري بالذات والعلم الحضوري بالغير، العلم الحضوري بالذات كإدراكنا لذواتنا وقواها وآثارها الخارجية، وبالغير كعلم العلة بمعلولها، وأضاف الملا صدرا تبعاً للعرفاء علم المعلول بعلته، بناء على الإتحاد الوجودي بينهما فهذا كما يدرك ذاك أيضا المعلول يدرك العلة ولكن ليس بنفس المستوى، علم العلة بالمعلول يكون علم إحاطي، أما علم المعلول يكون بقدره، هنا فيه إتحاد وجودي أو فيه قيمومة وجودية، المعلول قائم بوجود العلة فهذا الإتحاد الوجودي كأن وجود المعلول حاضر عند وجود العلة ففيه تبادل حضوري موجود بينهما، فبالتالي يصبح العلم الحضوري بالغير منحصر في هذين الأمرين العلة بالمعلول و المعلول بالعلة.

 في الواقع أول من قسم هذا التقسيم يعني العلم إلى حضوري وحصولي بحسب المعروف هو المرحوم السهروردي في المطارحات ص 74 نقلا عن مكاشفة رآها ورأى فيها المعلم الأول أرسطو، في الغالب أنه رأى أرسطو، وهو يتكلم هذا الكلام، شاهد أرسطو يقول هذا الكلام قال السهروردي نقلا عن أرسطو أنا شاهدت أرسطو في الكشف في المكاشفة يقول : (اولئك هم الفلاسفة و الحكماء حقّا،) من هم ؟ (ما وقفوا عند العلم الرسمىّ بل جاوزوا الى العلم الحضورىّ الاتّصالىّ الشهودى‏) واضح يعني يصرح بأن العلم الرسمي يعني العلم الحصولي والاتصال الشهودي العلم الحضوري.

 

طبعا هذا شيء غريب ومضحك أن أرسطو الذي هو إمام المنطق والعلم الحصولي يتكلم بهذا الكلام، هذا كاشف عن تدخل الميول الباطنية في المكاشفات لأن السهروردي كان مشائيا وكان معظم لأرسطو فلما صار إشراقيا أراد أن يأخذه معه، يعني كأنه يتمنى أن أرسطو يكون مثله إشراقي و لكن بأن يقال أن أرسطو كان له وجهان وجه ظاهري مع أتباعه المشائين أما هو في الباطن هو مع -طبعا هذه من الطرق التلفيقية أو التوفيقية التي دائما مبتلى بها أخوانا الإشراقيين- يريد أن يجعل الناس كلهم عرفاء والناس كلهم مشرقون لهم ظاهر وباطن يعني كما قلت أن مشكلة المكاشفات هي هذه مسألة مجهولية المنشأ ومسألة ما لا حجية ذاتية نتيجة تدخل الميولات النفسانية، وهذا ما لا يمكن رده هم يسلمون بها، كيف ينكروها وهي موجودة يعني مكاشفات البوذية، البوذيون الهنود يشاهدون من في المكاشفة يشاهدون بوذا لا يشاهدون النبي بل يشاهدوا بوذا المسيحيين يشاهدوا من في مكاشفاتهم عندهم مكاشفات كثيرة جدا مكاشفات بولس وغيره يشاهدوا عيسى و مريم، السنة يشاهدوا أبو بكر وعمر كما شاهد ابن عربي، الشيعة يشاهدوا الحسن والحسين هذا يوضح إن هذه ليست مكاشفات موضوعية بل مفتعلة هذه اسمها إثارة العقل الباطن هذا في علم النفس معروف بإثارات العقل الباطن إذا الواحد يفكر في شيء يراه في المنام مثلا يتأثر به، فكلا بحسب مذهبه والا فالتصوف ليس محصور فقط في التشيع أو في الإسلام، التصوف موجود في كل الملل والنحل حتى الملل والنحل الأرضية مثل البوذية وغيرها الكونفوشيوسية (Confucianism) وغيرها، فهذه هي المشكلة.

هذا مثال إن أرسطو صار صوفيا ويتكلم على لسان أهل الصوفية والإشراق.

 

الشهرزوري أيضا في شرحه على حكمة الإشراق قال:  (فنقول انّ العلوم الحقيقيّة تنقسم الى قسمين: ذوقية كشفيّة و بحثيّة نظريّة. فالقسم الاوّل) أيّ الكشفي (يعنى به معاينة المعانى و المجرّدات مكافحة لا بفكر و نظم دليل قياسىّ او نصب تعريف حدّىّ او رسمىّ، بل بانوار اشراقيّة متتالية) طبعا هذا بالنسبة لشيخ الإشراق وشارحه.

 

أما المرحوم الملا صدرا فقال في المبدأ والمعاد: (فالعلم الحضوري هو أتم صنفي العلم،) هنا لا فقط يذكره بل ويقدمه هو أتم، لذلك في النظم الغربية صنفوه في الصوفية وأخرجوه من الفلاسفة إذا يقول هكذا فقد انتفت عنه ماهية الفلسفة فالفيلسوف هو الذي لا يقدم على البرهان شيء، إذا هو قدم شيء آخر بغض النظر كان مصيب أو مخطأ لا يصبح فيلسوف، كالذي يقول إن الله ثالث ثلاثة لا يصير مسلم حتى لو كان على حق ليس لنا علاقة، قال منهج آخر أتم صنفي العلم (بل العلم في الحقيقة) ارتقى وجعله بل هو العلم معرفة بألف لام الجنس الذي هو العلم يعني يفهم من مفهومه إن الآخر ليس بعلم مثل ما نقلنا عنه في مقدمة الأسفار ظلمات بعضها فوق بعض قشور العلم (بل العلم في الحقيقة ليس إلا هو. و من ذهب إلى أن العلم بالغير منحصر في الارتسام لا غير فقد أخطأ و أنكر أتم قسمي العلم‏) هذه هي القصة الموجودة.

 

علة تقديمهم العلم الحضوري على الحصولي هو ثلاثة أمور:

الأمر الأول: إن في العلم الحضوري نفس الواقع حاضر ليس صورته أو مفهومه هو بنفسه الحاضر هو الأصيل لا الوكيل فرق بين الأصيل والوكيل، أين أنت من صورتك، أنت أنت، نفسك، الصورة يمكن يحصل فيها تلاعب أو تزوير وتزييف.

 

الأمر الثاني: أنه غير قابل للخطأ لأنه نفس الواقع هذا لازم له، أنه غير قابل للخطأ لأن الخطأ والصواب بتقيس شيء بشيء فقد يطابقة وقد لا يطابقة، هو نفسه المطابق حاضر بنفسه فأيضا معصوم من الخطأ.

 

الأمر الثالث: أنه يستدعي التحريك لأن الآثار الخارجية تحركك، الثاني مفهوم لا يحركك الذي يحرك نفس وجود الشيء فيحركك نحو الإيمان نحو العرفان أما الإنسان الذي يعيش في عالم المفاهيم فقط فلا يبقى منه إلا القشور فيبقى قسي القلب محجوب لأنه لم يصل إلى الهدف فلا تحركه، وبالتالي الذي يحرك خير مما لا يحرك، التحريك العملي.

 

هذه هي الأسباب التي جعلتهم يقدمون العلم الحضوري على العلم الحصولي، هذا تقرير مختصر عن بحث العلم الحضوري وأقسامه وعلة تقديمه على الآخرين.

 

 أما بالنسبة لنا فنقول نحن نعرٍّف العلم ليس أنه حضور شيء لشيء فهذا الذي أدى إلى حصول هذه التقسيمات، إنما نقول العلم هو نفس معناه اللغوي هو انكشاف شيء لشيء إن كان هو مفهومه بديهي لكن إذا أردنا أن نبين نقول انكشاف شيء لشيء، العلم هو الانكشاف أو كما أشار ابن سينا تمثل التمثل، الانكشاف ظهور الشيء لشيء، نحن إذا عرّفنا العلم هكذا فلا يبقى هناك معنى أصلا للعلم الحضوري، لأن العلم الحضوري هو حضور الوجود الخارجي عند المدرك، حضور الوجود الخارجي هو المنكشف لا أنه هو الانكشاف، بل هو المنكشف، الوجود الخارجي هو المعلوم سواء مباشرة أو بالواسطة هو المعلوم لا العلم، يعني هذا الذي نعلمه هو المحكي لا الحكاية، حضور الوجود الخارجي شرط العلم وليس هو العلم، لأن العلم سواء كان صورة أو مفهوم منتزع من الوجود أم العدم؟ من الوجود، الوجود الخارجي منشأ انتزاع العلم وليس هو العلم هو المنكشَف وليس هو الانكشاف.

فنحن لو عرفنا بهذا التعريف الذي هو الانكشاف لا معنى أصلا للعلم الحضوري بهذا المعنى، إذا الوجود الخارجي ضروري للعلم شرط العلم وليس هو العلم هو المنكشَف وليس الكشف أو الانكشاف.

 

هذا الانكشاف انكشاف الشيء، الشيء هو الوجود، ليس له علاقة سواء بناء على أصالة الوجود أو على أصالة الماهية لا فرق لأن الوجود عند القائلين بأصالة الماهية هو نفس الماهية في الأعيان، الماهية لا من حيث هي بل من حيث هي في الأعيان، نفس الهوية الخارجية هي الماهية، فلا فرق، لا ندخل المباحث الفلسفية بالمباحث المعرفية التأصيلية الأولى.

 فهذا الانكشاف سوف نقسمه إلى ثلاثة أقسام إما صورة حسية مرتبطة بالواقع الخارجي، وإما خيالية في غيبة المحسوس الخارجي، وإما مفهوم عقلي بأقسامه المختلفة من الماهية كمعقول أولي إلى لوازمها وعوارضها وغيره من المفاهيم الثانوية سواء كانت فلسفية أو منطقية.

 

الصورة الحسية نقسمها إلى قسمين لأن الصورة الحسية منتزعة من الوجود الخارجي، هذا الوجود الخارجي تارة يكون هو ذاتك وتارة يكون هو غيرك يعني مباين لك، الوجود إذا كان مباين ومغاير لك كوجودي بالنسبة إليك إنما يحتاج إلى أدوات لانتزاع الصورة الحسية منه وهي الحواس والجوارح الخمسة المتصلة مباشرة مع الوجود الخارجي ومع آثاره الخارجية، أنت ترى الآن صورتي عندك لأن هذا النور الخارج مني إذا سقط على عينك أنت ينطبع عندك وأنت تنتزع منه الصورة أو مثلا أن تضع يدك مباشرة على النار أو على الماء الساخن تشعر مباشرة بالحرارة، فهنا تنتقل الآثار الخارجية الحاضرة عند الحواس إلى النفس بعد ذلك عن طريق المخ والدماغ وغيره، أما إذا كان الوجود الخارجي هو أنت فلا تحتاج إلى أداة بينك وبينه وإنما إذا كان الآثار الداخلية قائمة بالنفس تُنتزع أيضا تلقائياً عن طريق قوة الحس الباطني بدون توسيط أدوات حسية أيّ الجوارح الخمسة، مباشرة يلتقط منها صورة، يلتقط من آثار النفس فأنت عندما تحكم بأنك موجود إدراكك لذاتك هو عبارة عن إدراكك لآثارك، تدرك مباشرة بقوة الحس الباطنة القائمة بالنفس تفهم مباشرة بالحدس إنك أنت موجود أما نفس الذات بما هي ذات بلا آثار تدرك؟!، كيف الذات تُدرَك؟ لها معنى؟ آثار الذات، بعدها نقسم الآثار إلى ذاتية وعرضية بحث الإيساغوجي، كما تدرك الآثار الخارجية للشيء بالصور ثم بعد ذلك العقل يحللها إلى ذاتي وعرضي وجنس وفصل مقوّم للماهية، نفس الشيء أنت آثارك آثار ذاتك تُلتقط مباشرة بقوى الحس الباطن، تنكشف لك آثار ذاتك فتحدث مباشرة من هذا الأثر فيحتاج مؤثر، آثاري في عرضها، في عرضها ومتأخر عنها المهم أنه مباشرة تدرك وجود ذاتك بوجود آثارك فأنت وجود أيضا، الآثار الخارجية تعد قوى الحس لانتزاع هذه الصورة لأن النفس تدرك بهذه القوى، قوة الحس الباطن الموجود فيها، وهذه تدخل ضمن الصور الحسية يسموها الوجدانيات، سوف نسميها الصورة الحسية الباطنية، إدراك مباشر للوجودات الخارجية عن طريق آثارها هذا أولا وهذه الآثار تُدرك مباشرة إذا كانت لنفسي وبتوسط الحواس الخمسة إذا كانت لغيري.

 فالصور الحسية انقسمت إلى ما أسميه ظاهرية وباطنية التي يسموها بالوجدانيات مثل الخوف والجوع وإلى آخره، فما يسمونه هم بالعلم الحضوري هو عبارة عن نفس الصور الحسية لكن الصور الحسية الباطنية وقلنا هذا انكشاف وليس هو المنكشف ليس هو الوجود الخارجي هي صورة الوجود الخارجي لا نفس ذات الوجود آثار الوجود، صورة أثار الوجود الخارجي التي نستطيع أن نكتشف بها حقيقة الوجود الخارجي، وجوده وشؤوناته وغيره.

الوجدانيات كل المشاعر تشعر مباشرة من السرور والحزن والكآبة والسعادة والغضب والشهوة والرغبة هذه كله مباشرة بالحس الباطني مثل لما أكتشف وجودك أنت الخارجي من آثارك عندما انعكس لونك وشكلك..الخ إليَّ عرفت أنك شيء بالخارج موجود، نفس الشيء عندما تشعر بآثار ذاتك مباشرة بدون حواس بدون أدوات تكتشف أن هناك ذات موجودة، لا أن الذات تُدرك أولا ثم آثارها، نعم الذات قبل آثارها بلحاظ الإعتبار الفلسفي الآثار أفعال، ولكن بحسب الإدراك أُدرك الآثار، فأكتشف أن هناك منشأ ومبدأ للآثار وهو نفس الذات، فاعل الآثار.

 

 إذاً عندنا أول مرتبة في العلم الحصولي الصور الحسية ظاهرية وباطنية، الباطنية نسميها الوجدانيات، وخيالية مع غيبة المحسوس، ثم المفهوم العقلي، هذا العلم الحصولي له في الواقع ثلاث حيثيات، حيثية من حيث هو كيف نفساني قائم بالنفس هذا هو العلم في المقولات العشرة، هذا عرض قائم بالنفس مثل هيئة الخوف، هيئة الغضب، هيئة الجوع هيئة نفسانية قائمة بالنفس عرض قائم بجوهر هذا الاعتبار الأول.

 

 الاعتبار الثاني اعتبار كاشفيته مرآتيته حاكويته وهو الذي يسمى بالوجود الذهني في قبال الوجود الخارجي الحيثية الأولى والمعنى الأول هذا الوجود الخارجي له أما الثاني الوجود الذهني الكاشف.

 

 أما الحيثية الثالثة فهي حال المدرِك بلحاظ الوجود الذهني عنده وهو حالة الانكشاف الحالة الانكشافية للشيء، أقول أنا أعلم بك لأن العلم قيام المعلوم بالعالم، فالاعتبار الأول والثاني هو ناظر للشيء في نفسه بلحاظ وجوده وبلحاظ حاكويته يعني بلحاظ الوجود الخارجي بلحاظ الوجود الذهني.

أما الاعتبار الثاني فهو إضافي بلحاظ المدرك نفسه لا من حيث هو هو، من حيث هذه الصورة الذهنية قائمة به وهذا هو الحالة الانكشافية التي تشعر أنت بها بالوجدان وهذه التي تنقسم إلى تصور وتصديق التي تنقسم إلى تصور وتصديق ليس هو الكيف النفساني وليس هي الصورة التي هي نفس مقولة الشيء، لا وإنما هي الحالة الانكشافية سواء الإذعان أو التصديق أو التصور انكشاف بسيط بلا حكم أو انكشاف معه حكم أو انكشاف هو حكم هو التصديق، حالة انفعالية، هذا هو العلم الحصولي.

 

مداخلة: العلم الحضوري من حيث الحيثية الثانية يصير جوهر ؟

 لا هذا موجود مثالي معنى حرفي هذا الموجود الذهني في قبال الوجود الخارجي، الوجود الخارجي هو الأصيل لمنشأ الآثار أما الوجود الذهني مثالي معنى حرفي ليس وجود حقيقي لا جوهر ولا عرض هو من شؤونات الكيف النفساني عندما تقيسه للوجود الخارجي الحالة المرآتية إن هذا الكيف نفساني له حالة مرآتية وهنالك كيف نفساني ليس له حالة مرآتية مثل الخوف مثل الجوع الرغبة الغضب هذا كله، لكن كيف نفساني من شؤوناته الكشف، مثل المرآة جسم مثل الخشب ولكن من شؤوناتها إنها تكشف هذا، لو الخشب لا يكشف أو الحديد لا يكشف، المرآة لها خصوصية معينة هذا الكيف النفساني الذي هو العلم، له حالة مرآتية من شؤوناته معنى حرفي قائم به وليس معنى اسمي جوهر أو عرض هذا يصير هو من نفس مقولة المنكشف.

 

 هنا يتبين لنا بحسب التقسيم أنه نحن ليس عندنا شيء اسمه علم حضوري، العلم ليس إلا الانكشاف، الوجود الخارجي منكشف، الوجود الخارجي معلوم، ولا معلوم إلا هو سواء مباشرة أم بالواسطة حسب التحاليل العقلية بعد ذلك، ينتهي إليه في النهاية، بأن الصورة أو المفهوم مهما كان حتى لو كان مفهوم اعتباري أو مفهوم قياسي أو مفهوم إضافي أو مفهوم سلبي هو في النهاية ينتهي إلى الوجود لأن العدم لا شيء واللاشيء لا ينتزع منه شيء فينتهي إليه الوجود الخارجي فهو الأصل في العلم، هو ليس علم هو مبدأ العلم منشأ العلم، إذا هذا الحضور الخارجي ليس علماً إنما هو منشأ العلم، فنحن لا نحتاج أن نقسم العلم إلى حصولي وحضوري، نقول العلم حقيقته هو الانكشاف وهو إما صورة أو مفهوم، الوجود الخارجي ليس إلا هو المنكشف إما بتوسط الأدوات الظاهرية أو بتوسط قوى الحس الباطنية، أما غير المحسوسات فهي تدرك بالبراهين العقلية كما بين في صناعة البرهان وهي إثبات وجود الله ووجود العقل كله بالبراهين، برهان الإمكان برهان المادة والصورة.

 

إذا نرجع نناقش علة تقديم العلم الحضوري على العلم الحصولي كما رأينا الشهرزوري والسهروردي والمرحوم الملا صدرا كيف يشير إلى أنه هو الأتم يقول هو حضور نفس الواقع هذا الكلام تبين إنتفاءه حضور نفس الواقع هو شرط للعلم وليس هو العلم، هو المنكشَف لابد أن يكون حاضر طبعا غير قابل للخطأ، نقول غير قابل للخطأ وغير قابل للصواب أيضا هو الصواب والخطأ هو في مطابقة الصورة أو المفهوم، مطابقة الحكاية للمحكي أو عدم مطابقتها أما نفس المحكي لا يوصف بالصواب ولا بالخطأ لا معنى له، الصواب والخطأ لما يكون عندنا صورة، حكاية ومحكي عند التطابق نقول صواب، عند عدم التطابق نقول خطأ، لكن نفس الواقع لا يوصف بالصواب والخطأ اصلاً، ثم نحن بينا أيضا إن الوجدانيات التي هي حقيقة العلم الحضوري، هذه الوجدانيات كالمحسوسات، قلنا في نظرية المعرفة إن الحس ليس بحاكم أصلا لا يصيب ولا يخطأ، الحس ناقل ينقل لك الآثار الخارجية، الحس الباطني ينقل لك المشاعر الموجودة ما وقع عليه لكن تفسيره على عهدة العقل وقد يصيب ويخطأ ، والعقل إذا راعى القوانين المنطقية ومبادىء البرهان أصاب وإن لم يراعي يقع في الخطأ، كما يخطأ في بعض الأخطاء الحسية وهذه الأخطاء عندما يرى الكبير صغيرا عندما يرى العصا منكسرة يا أخي أخطاء الحس إلى هما عددوها مئات الأخطاء هذه كلها أخطاء العقل لا أخطاء الحس، الحس ناقل أمين مثل الذي يحملك رسالة هو ليس له علاقة بمحتوى الرسالة أنت الفيصل، مجرد ناقل أمين.

 

فإذا العلم الحضوري راجع إلى الوجدانيات والوجدانيات هذه تصيب وتخطأ والخطأ فيها أكثر من الظاهر بسبب المنشأ نفسه أيّ الموضوعية (objective) و (subjective) هي هذه أنا لما أقول المصباح منير أنا لا يوجد عندي دوافع نفسية أني أراه منير ولا مذهب ولا دين ولا عرف يضغط عليّ لكي أرى هذا المصباح منير ولا غير منير، لكن السيد السهروردي لما رأى أرسطو نحن لا نكذبه أنه رآه هو صادق لكن ليس حجة هو إلى خلق أرسطو عنده وجعله يتكلم بهذا الشيء دخل من الميول والثقافة تنعكس في المنام، المكاشفة نوع من المنام هو نفس العرفاء لا يقولوا كل مكاشفتنا صحيحة وصواب يقولون لا فيها وفيها ونحن نميز نحن قلنا فيها مناقشة وفيها كلام ففي النتيجة ليست لها حجية ذاتية، العقل يفسر هذا الإحساس ربما مثلا الإنسان يكون عطشان يقولك أنا خائف وتحدث موجودة أو مثلا بالنسبة للمكاشفات التي جاءت من الخارج ولا يُعلم من أين جاءت من عالم الملكوت ولا البرهوت، غير معلوم من أين جاءت، هم يقسموها إلى مكاشفات شيطانية وملائكية، فإذا هذا عدم قابلية الخطأ نحن قلنا أولاً أنه لا يصيب ولا يخطأ ولكن يكون مورد للتحليل العقلي والعقل قد يراعي فيصيب وقد لا يراعي فيخطأ بالإضافة إلى أنه أضعف من الصور الظاهرية لذلك لم تقع مجال للعلم، العلوم القائمة هي العلوم الظاهرية الموجودة التي لها موضوعية كما قلت وليس لها مدخلية للميول النفسانية في اكتشافها، أنت ترى الشمس طالعة سواء أحببت أو كرهت ليس بيدك هو ليس باختيارك، أما الآخر لها مدخل وإن كان مدخل لا شعوري لكن ميولاتك وثقافتك تؤثر، أما إذا ثقافتك لا تؤثر فمنذ ألف سنة الذي يرى الشمس هو نفسه الذي يراها الآن أي فرق لا يوجد كصورة حسية لكن انطباعه عليها كأن يرى إن هذا إله أو هذا ابن إله بحث آخر بحسب اعتقاداته السابقة وميولاته، لكن نفس الإحساس الظاهري البسيط هذا معصوم أصلا كنقل كانطباع ليس فيه خطأ ناقل أمين، فإذا مسألة عدم قابلية الخطأ هذه أيضا مندفعة.

 

 الشيء الآخر أنه هو محرك نعم هذا نسلم به وهذا شرف له وهذه من خصوصياته التي يفتقدها العلم الحصولي، طبيعتها، شيء ذاتي محرك، لم محرك لأنه إدراك للآثار الخارجية عن طريق توسط الأدوات الحسية أو عن طريق مباشر، فالمحرك هو الآثار لا مفاهيم الآثار، نعم الإرتباط الحسي هو صحيح ليس نفس الخارج لكن مرتبط بالخارج، هناك ارتباط ما فيه، فكأنه هو نفس الخارج ولكنه ليس هو طبعا الصورة غير، صورتي أنا غير أنا لكن مرتبط بي لذلك تتأثر لما تراني أنا غير ما ترى صورتي على ورق، الانفعال يكون أكثر الذي يرى الطعام وهو جائع غير الذي يتخيل الطعام أو يفهم مفهوم الطعام، ليس له علاقة، الصورة الحسية تأثيرها أقوى من الخيال وأقوى من المفهوم العقلي في التحريك شيء طبيعي مفهوم النار غير ما تدخل في النار تحترق فمفهوم الاحتراق غير الحسي، الحرقة، ذاتي له المحركية، أما من طبيعة العلم الحصولي هو الكاشفية النور، العلم الحصولي نور وليس ماتور motor مثل نور السيارة وماتور السيارة إذا اشعلت الضوء السيارة لا تتحرك لكن ينكشف الطريق أمامك الذي يسيرها الماتور، نعم ليست ماتور علومنا هذه كلها ليست ماتور لا تحرك الإنسان نحو الأشياء.

 

 نحن نسلم بهذا الأمر من هذه الجهة نعم هذه الخصوصية له ذاتية ولذلك له اشرفيته لذلك نحن نقول ما يكفي العلم لابد أن يكون في نوع من العبادة وهنا تأتي مسألة المحركية في الواقع ومسألة الإيمان نشير إليها ونختم البحث لا بأس بها بالإشارة إليها، أن الإيمان من هذه المقولة الفرق بين العلم والإيمان مباحث طويلة وتاريخية وهو في الواقع الإيمان تارة يتعلق بالقضية وتارة يتعلق بالشخص، بالعين، يتعلق بالقضية مثل أنا أؤمن بأن الله واحد هذا هو نفس معنى التصديق وليس غيره هو نفسه لكن تعبير آخر يعني هو ليس إلا التصديق اليقيني إذ تعلق بالقضية أؤمن بأن الله واحد أؤمن بأن يوم القيامة سيأتي إلى آخره هذا كله أؤمن بأن الأرض كروية، هذا نفس معنى التصديق لكن هذا ليس المقصود بل المقصود هنا الإيمان هو المتعلق بالأشخاص أنا أؤمن بالله لا بأن الله موجود نفسه أؤمن بالله أؤمن بالنبي أؤمن بالإمام هذا ما معناه هذه حالة من الاطمئنان القلبي الاطمئنان أنا أؤمن بالشيء إذا أنا أطمئن وأثق فيه وأطمئن إليه وأتوكل عليه نسميه عقد القلب لا المحمول للموضوع، الأول المحمول للموضوع هو نفس التصديق أما هنا نفس التعلق القلبي العلقة القلبية بنفس هذه بالشخص لا بالقضية، القضية علم حصولي، وقلنا إن هذه الحالة الإيمانية داخل فيها جنبه عاطفية هي ليست بمقولة العلم أصلا، الإيمان هنا بالمعنى الثاني عاطفية مثل مقولة الحب أو عاطفية عامة سواء الحب أو الكره لكن هي فيما أنا أؤمن بأن هذا إنسان شرير مثلا فعلى كل حال جنبه عاطفية وقلنا هذا نتيجة يعني هيئات نفسانية بتعرض في النفس تتفاعل مع هذه الصور مع هذه الموضوعات وأنا ضربت مثال في كتاب أصول المعرفة والمنهج العقلي مثال مهم ولطيف جدا مثال الفرق بين الطفل والبالغ أنت عندما تكون طفل عندما ترى النساء حتى لو امرأة جميلة تشعر بشيء مثلها مثل الحائط مثل الرجل لا فرق لذا الشارع لا ينهاه لانه طفل صغير ليس بمكلف لكن عندما تبلغ عندما ترى النساء الوضع اختلف الذي اختلف فيك ما هو؟ هل إنك أنت الآن أدركتها بالعلم الحضوري كما يتوهم الصوفية وقبل ذلك عندما كنت طفلا تدرك النساء بالعلم الحصولي هذا كلام فارغ ليس له معنى، هي نفس الصورة، صورة هي حتى لو صورة ورقية لا فرق ولكن لم هذه حركتك وهذه لم تحركك لأنك بعد البلوغ حصلت فيك هيئة نفسانية وهي هيئة الفحولة البلوغ هو بلوغ حيواني في الواقع وليس بلوغ عقلي هو في الأساس حيواني هذه هيئة الفحولة عندما تأتي صورة المرأة عليها تتفاعل معها فتشعر بهذه الحالات التأثير والتأثر الداخلي، هذا التفاعل العاطفي مع هذه الصورة، وإلا هي صورة ليس أنه الآن ندرك المرأة بالعلم الحضوري، هذه الصوفية يقولوا هكذا، مشكلتهم هي هذه.

 

مثال آخر للإيمان نفس الشيء الإيمان هو عبارة عن هيئة نفسانية نورانية بعد إذا كانت تلك فحولة حيوانية فهذه هيئة نفسانية نورانية هذه الهيئة النورانية عندما تتصور الرموز الدينية، الله، الرسول، النبي، الإمام، الخ.. تسمع القرآن ماذا يحدث فيها تحدث فيها حالة من التفاعل العاطفي المفقود عند فاقد هذه الملكة النورانية لذلك يتفاعل معها لذلك الله قال (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) اقشعرت يعني هناك ردت فعل أما الإنسان الذي ليس عنده إيمان يسمع الله كأنه زيد وعمر لا فرق عنده، أما الآخر لا، الله يتفاعل معه هذا الذي جعل الصوفية يتوهم أنه علم حضوري يقول لك نحن ندرك الله بالعلم الحضوري ويقول لك لماذا نحن أكثر إقبال على الله منكم أنتم يا طلبة العلم يقول لك لأنك أنت عندكم مفهوم الله أما نحن عندنا نفس وجود الله، لماذا؟ لأن نحن نشعر بالله بالوجود الخارجي بآثاره الخارجية نتفاعل معها أما أنتم مجرد مفهوم، هذا غير صحيح أنت لست مدركاً لله بالعلم الحضوري، أنت عندك هيئة إيمانية نتيجة العبادة نتيجة الرياضة أصبح عندك استعداد إنك تسمع الله تتفاعل معه أم أنا ليس عندي هذه الهيئة أنا ما اشتغلت على العقل العملي أنا مشغول بالعقل النظري والتحقيق، العلم نور وليس بماتور نعم هذا نقص يوجد نقص مسلَّم ليس مشكلة، فنحن نسلم بالمحركية ولكن عندما تقول العلم هو أتم نوعي العلم، العلم الحضوري إذا كان رجعناه للوجدان فليس له إلا معرفة محدودة جدا وما تفهم أي شيء، أنت بالله عليك الناس كلها تدرك نفسها بالعلم الحضوري أم لا ! بحسب كلامهم الآن اترك الغير عند العرفاء لكن وجودك نفسه، الجميع يدركه هل العوام عندما يدركون النفس يفهموا شيء؟ صاروا علماء نفس صاروا فلاسفة نفس؟ هو يبقى أمي يقول لك أنا موجود أسأله أنت من أنت حادث ولا قديم جوهر ولا عرض جنسك فصلك لوازمك لا يعرف شيء لا يعرف يجيب على شيء لا يفهم شيء، هذا أبسط مثال، لماذا تنكروا العلم الحضوري لنا بأنفسنا، جيد والنتيجة نشعر بأنفسنا بآثارنا الخارجية مباشرة ولكن ما هذا؟ فقط شعور بأن أنا موجود مبهم ليس له معنى من الذي يستكشف النفس في علم النفس الفلسفي العقل وهذا علم حصولي، المريض يعلم بمرضه بالعلم الحصولي ولا الحضوري حسب مبانيهم وتعريفهم، يرى بنفسه هو شاعر بألم في صدره ألم في رأسه هو يراجع الطبيب، الطبيب عنده علم حضوري ولا حصولي بمرض المريض؟ حصولي، من العالم ومن الجاهل؟ هو جاهل والطبيب عنده علم حصولي بمرضك، لكن أنت بتراجعه بتأتي أمامه هكذا بكل احترام وتقول له أنا عندي هكذا لا أدري ماذا عندي وإذا هو عالجه إذاً هو خبير، رجوع الجاهل للعالم المريض يراجع الطبيب رجوع العالم للجاهل.

لكن ممكن واحد يشكل في النهاية ويقول ماذا تقول في علم الله بنفسه وعلوم المجردات بنفسها هذا ماذا؟ نفس الشيء فالعلم يبقى الانكشاف، الله منكشفة له ذاته لكن بأي نحو من الانكشاف صورة أم غير صورة، المشائين يقولوا صور عندهم صور علمية المجردات والعقول يقولوا صور عندهم أيضا يشيروا للصورة ممكن سوف نفصل بماهية الصورة، ليس مشكلة إذا كانت صورة سوف تكون صورة أزلية وليست حادثة متحدة مع الذات عين الذات، نوع من الانكشاف نحن طبعا ليس عندنا نظير لهذا الانكشاف لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى علة للأشياء فاعل للأشياء ونحن لسنا كذلك نحن قابل نحن من داخلنا ليس عندنا شيء كل الأمور عارض علينا فلا يوجد نظير لها، ولكن العقل يقول الله يعلم ذاته وذاته علة فهو عندما يعلم ذاته يعلمها من حيث هي علة للأشياء وعنده قاعدة برهانية تقول العلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول وهذا أرقى أنواع العلم عندنا نحن لا نقول أن الله يعرف نفسه بالبرهان لكن منكشف له مباشرة هذا المقدار الذي نحن نقدر نفهمه تقول الله علة وذاته منكشفة له تماما والعلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول كما هو موجود في الفلسفة قبل الإيجاد وهكذا العقول المجردة تنكشف لها ذواتها، ذواتها هي المنكشفة وليس هي الانكشاف، انكشاف لكن بأي نحو، الانكشاف بمفهوم بصورة هذا لا نعرفه، الله أعلم لكن نعرف إن هذا العلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول وإن هذا أرقى أنواع المعرفة البشرية لكن عندنا نحن بالبرهان وهو عنده بنحو آخر الله أعلم بها وهذا غاية العقل عندنا في هذا، أما شيء آخر غير هذا لا يوجد فيبقى العلم هو الانكشاف، اكتفي بهذا المقدار والحمد لله رب العالمين .

السابق