هل يصح ان نطلق كلمة الفلسفة سواء في نقدها أو تأييدها بقولنا الفلسفة من غير تعيين المدرسة المقصودة؟ كالمشاء أو الحكمة المتعالية أو غيرها..؟
اطلاق مثل هذه العناوين يعني التعبير عن علم من العلوم، ولبناء العلم توجد ضوابط وأهمها وحدة الموضوع مع وجود منهج مسانخ ومناسب لطبيعة ذلك الموضوع، والفلسفة موضوعها الموجود من حيث هو موجود، ومثل هذا الموضوع الحقيقي يناسبه البرهان كمنهج لاثبات مطالبه، فالمدرسة المتحصلة على هذا الملاك يصح اطلاق اسم الفلسفة عليها، وغير المتحصلة لهذا الملاك لا يصح اطلاق اسم الفلسفة عليها، نعم قد يستعمل هذا الاسم على غير حقيقته مجازا او توسعا وهذا أمر آخر غير العلم، وأما تقييدها بالمشاء او الاشراق او الحكمة المتعالية فأمر غير خارج عن الجواز العلمي إذا كانت المدرسة منها متوفرة على الملاك العلمي الصحيح الذي تستحق به عنوان مثل هذا العلم، وظهور مثل هذه القيود قد يكون راجع لحدث تأريخي كالمشاء على ما ينقل، أو راجع لأشتهار المدرسة ببعض المباني أو الرجوع لغير البرهان على نحو الاسترشاد كما في الاشراق أو الحكمة المتعالية.
وعموما يصح اطلاق هذا العنوان على كل اتجاه محافظ على وحدة الموضوع والمنهج البرهاني المسانخ لموضوع هذا العلم، وما عدا ذلك إما يكون مجازا أو خطأ.
(الشيخ محمد العلي)